ولدت  في جزيرة الزعاب، التي تٌعرف باسم الجزيرة الحمراء أيضاً، برأس الخيمة في العام 1965، وكان والدي  يعمل في الزراعة.
نشأت في مجتمع يتميز بالترابط بين أفراد القرية، وبساطة الحياة، والجزيرة كانت عبارة عن بيت واحد كبير، يتعامل أفراده على أنهم عائلة واحدة. 

«منذ سن العاشرة عشقت الكرة الطائرة، ولعبت في المراحل السنية، حتى تم اختياري في منتخب دولة الإمارات»


بدأت حياتي التعليمية في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، ومع التحصيل الأكاديمي كنا نمارس الكثير من النشاطات الأخرى. مثل بقية أقراني، كان البحر والنادي والرحلات في البر هي وسائل الترفيه الأساسية، التي نقصدها في أوقات الفراغ. ومنذ سن العاشرة عشقت رياضة الكرة الطائرة، ولعبت في مختلف المراحل السنية، حتى تم اختياري في منتخب دولة الإمارات للكرة الطائرة.
بعد إكمال المرحلة الإعدادية، التحقت بمدرسة رأس الخيمة الثانوية.  وخلال فترة الدراسة، شاركت في الكثير من الرحلات، وشاركت في الكشافة، ووهذه الأنشطة  تعلمت  منها الكثير. وشاركت مع منتخب الإمارات في بطولة الخليج لكرة الطائرة للناشئين في العاصمة القطرية الدوحة سنة 1981، وكانت أول مرة أستقل فيها طائرة في حياتي.
بالإضافة إلى الرياضة، كنت احب القراءة ، واستفدت من المكتبة المنزلية التي جمعها شقيقي الاكبر محمد، وكانت تضم مجموعة من الروايات العربية والترجمات من الأدب العالمي، ما زلت أتذكر الأجواء التي قرأت فيها روايات احسان عبدالقدوس مثل ( الوسادة الخالية ) و ( لا أنام ) و روايات فيكتور هوجو (أحدب نوتردام). كان الكتاب نافذتي الى العالم.
بعد التخرج من الثانوية العامة حصلت على الموافقة للابتعاث  الى الولايات المتحدة من قبل مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات).  

مكان الصورةمكان الصورةمكان الصورةمكان الصورةمكان الصورة

  لم تكن نقلة بسيطة….
من الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة إلى أقصى الشمال الغربي للولايات المتحدة، بالقرب من حدودها مع كندا. وكان علي أن أتواكب مع الكثير من المتغيرات.
 لم تكن هناك رحلات مباشرة، وتحركنا من مطار دبي إلى لندن، ومنها إلى نيويورك، ثم واشنطن العاصمة حيث كان لا بد من المرور بالملحقية الثقافية بسفارة دولة الإمارات قبل الانتقال إلى ولاية واشنطن في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة بمدينة سبوكان، ثاني أكبر مدن الولاية بعد سياتل.

«فلسفة (اتصالات) تقوم على ضرورة إثبات المرء لنفسه، وتطوير قدراته بالبدء من الصفر. والعمل مع الجمهور أكسبني القدرة على تفهم متطلباته»

في السنة الأولى درست اللغة الإنجليزية بجامعة غوانزاغا، Gonzaga University، وأحببت الكتابة باللغة الإنجليزية منذ البداية والفضل يعود لأستاذتي مسز لوغان  التي أطلقت علي لقب «ملك المجاز King of metaphor»، ويبدو أن طريقتنا في التعبير المجازي والبلاغي باللغة العربية أثرت على كتابتي باللغة الإنجليزية في تلك الفترة.
بعد ذلك، بدأت دراسة إدارة الأعمال في جامعة إيسترن واشنطن Eastern Washington University،
شاركت في النشاطات التي كان يقوم بها الطلاب العرب في الجامعة، وولاية واشنطن بشكل عام، حيث كنا ننظم الكثير من الفعاليات لتعريف المجتمع الأمريكي بثقافتنا وعاداتنا».
خلال تلك الفترة، أصبحت أكثر اندماجاً في المجتمع الأمريكي. وبطبعي، أجد نفسي ميالاً للتعرف على الآخرين والتعامل معهم بعقل مفتوح، والتعرف على ثقافات جديدة. وكنا نقوم برحلات على امتداد الساحل الغربي للولايات المتحدة.
في صيف العام 1990، تخرجت من الجامعة، وعدت إلى أبوظبي. كان التوتر والحذر يسودان الوضع في المنطقة كلها بعد غزو صدام حسين الكويت، وبدأت مسيرتي المهنية بالعمل في (اتصالات) .


وظيفتي الأولى في قسم المبيعات في مكتب إتصالات في أبوظبي كانت موظف استقبال وأقوم طوال اليوم باستلام وتعبئة طلبات ومعاملات الجمهور.

«تعلمت الكثير من الشعب الألماني، وكان العمل سفيراً لبلادي أمراً محفزاً لتعلم المزيد»


منذ اليوم الأول، عرفت أن فلسفة (اتصالات) تقوم على ضرورة إثبات المرء لنفسه، وتطوير قدراته بالبدء من الصفر. والآن عندما استرجع تلك الأيام، يمكنني القول إن العمل مع الجمهور أكسبني القدرة على التعامل مع أطياف مختلفة، وتفهم متطلباتهم.
في العام 1998، قامت (اتصالات) بتأسيس شركة e-vision للكيبل التلفزيوني، أعجبت بالفكرة لأن المجال كان جديداً ويوفر لي فرصة للتعامل مع تحديات مختلفة. وقمنا بالتعاقد مع شركة TF1  الفرنسية كشركة استشارية للاستحواذ على حقوق المواد التلفزيونية كالأفلام والقنوات الوثائقية وغيرها ، وقمنا بإطلاق قناتين للأفلام الوثائقية والأطفال.
في 2001 التحقت بمؤسسة الإمارات للإعلام (شركة أبوظبي للإعلام لاحقاً)، كمدير لتلفزيون  أبوظبي ، وبدأت العمل مع زملائي في تطوير قناة أبوظبي الإخبارية، بتوجيه من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الثقافة والإعلام ورئيس مجلس إدارة المؤسسة آنذاك.
كان نجاح قناة أبوظبي في نقل وقائع الحرب في العراق خلال العام 2003 لافتاً حيث تميزت بتغطية الأحداث عبر عدد كبير من المراسلين في المدن العراقية، الأمر الذي جعلها مصدراً مهماً للمتابعين من مختلف أنحاء العالم. 

 في تلك الفترة كان تلفزيون أبوظبي من أكبر المنتجين للمسلسلات وأعمال درامية في مصر وسوريا والأردن، فضلاً عن الحصول على حقوق بث عدد من البطولات الرياضية مثل الدوري الإيطالي.

سنواتي في تلفزيون أبوظبي كانت نقطة تحول كبرى في حياتي المهنية استفدت منها وجعلتني أكثر ثقة في إيصال رسائل الدولة للجمهور.

 بعد 7 سنوات في مجال الإعلام، عدت إلى (اتصالات)  كأحد الرؤساء التنفيذيين في التخطيط والاستراتيجية و الاتصال الحكومي، بالإضافة الى مهام نائب رئيس مجلس إدارة  شركة اتصالات في سيريلانكا، وعضوية مجلس إدارة شركة  e vision  .
 وفي العام 2014، حصلت على ماجستير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية من كلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات، وكنت ضمن الدفعة الأولى في الكلية.

«قصة الإمارات خلال الـ50 عاماً الماضية يجب أن تروى بشكل مختلف عندما نخاطب الجمهور الخارجي، وعلينا معرفة كيفية تقديم قصة نجاح الإمارات للشعوب التي نتخاطب معها…  وهذا هو التحدي أتمنى أن أساهم فيه»


بعد نحو 6 سنوات في (اتصالات) التحقت بوزارة الخارجية مديراً  لادارة الشؤون الأوروبية وامضيت ستة شهور، حيث كنت مسؤولاً عن العلاقات مع الدول الأوروبية من خلال التنسيق بين سفارات الدولة في أوروبا والوزارة، والمبادرة بعدد من الاتفاقيات الدولية وإبرامها. وفي 2016،  تشرفت بتعييني سفيراً لدولة الإمارات في ألمانيا، وسفيراً غير مقيم لدى كرواتيا.
تجربة العمل الدبلوماسي في ألمانيا كانت ثرة، ودفعتني  لكتابة (التجربة الألمانية)، التي تحتوي على كتابات عن الحياة في ألمانيا. تعلمت الكثير من الشعب الألماني، وكان العمل سفيراً لبلادي أمراً محفزاً لتعلم المزيد عن هذه الدولة العملاقة.

سنواتي في تلفزيون أبوظبي كانت نقطة تحول كبرى في حياتي المهنية استفدت منها وجعلتني أكثر ثقة في إيصال رسائل الدولة للجمهور

بعد قرابة اربع سنوات في ألمانيا، كُلفت  بتولي مهام سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، التي تتميز بعلاقات سياسية وثقافية راسخة مع الدولة، كما عملت مندوباً دائماً للدولة في منظمة (اليونسكو). وتجربة العمل في (اليونسكو) كانت مختلفة لأن الدبلوماسية متعددة الأطراف فيها الكثير من التحديات والمتعة ، وكان انتخاب الإمارات في المجلس التنفيذي للمنظمة، للمرة الرابعة، من الإنجازات التي تعكس متانة العلاقات الخارجية للدولة، وتقدير المجتمع الدولي لمساهماتها في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات، والصورة الإيجابية التي رسختها في الأذهان إلا أن هناك المزيد من الجهد الذي يجب أن يُبذل في عكس صورة الدولة خارجياً، وهو أمر لا يقتصر على وزارة الخارجية فقط. اعتقد أن قصة الإمارات خلال الـ50 عاماً الماضية يجب أن تروى بشكل مختلف، وعلينا معرفة كيفية تقديم هذه قصة نجاح الإمارات للشعوب التي يجب أن نتخاطب معها…  هذا هو التحدي الذي أتمنى أن أساهم فيه لان الإمارات قصة تستحق أن تروى.